أحبيتي في الله
في لحظة ما قد تقف مع نفسك تعاتبها ..
تمازحها .. تثني عليها .. تحاورها ..
ولكن ...
هل فكرت يوماً أن تخوض غمار نفسك لتتعرف عليها وتكشف بعض أسرارها ؟؟؟
قد تتعجب من كلامي هذا و تقول كيف أتعرف على نفسي وأنا أعرفها جيداً !!!
ربما يكون كلامك صحيحاً ..
فهناك القليل القليل ممن عرف نفسه ولكن الكثير لم يعرفها بعد ..
أحياناً قد تجد نفسك تحب شخصاُ ما فتصوره في أحسن وأجمل صورة ..
و في الوقت نفسه قد تكره نفسك شخص ما فتضعه في أقبح وأبشع صورة ..
فترى نفسك محبة مرة وكارهة مرة ..
عندما تنجح في عمل سواء أكانت دراسة .. وظيفة أو أي عمل آخر ..
عندما تكون مرتاحاً في حياتك الأسرية أو العملية ..
فإن نفسك ترى الدنيا جميلة و تستقبلها بوجه بشوش و ابتسامة مشرقة ..
فترسم لها لوحة رائعة زاخرة بالألوان وتملأها بالأزهار ..
فتتفاءل نفسك و تمتلئ أملاً وحباً في الحياة ..
و إذا فشلت أو كنت متضايقاً أو مهموماً أو واجهتك عقبة أو مصيبة ما ..
فإن نفسك وقتها تصور لك الحياة كأنها لوحة كئيبة حزينة ..
رسمت بألوان الأسود والرمادي .. ترى الدنيا سواد في سواد ..
فتكون نفسك وقتها متشائمة حزينة يائسة ..
أحياناً قد يزين الشيطان لك المعصية ويزخرفها ..
فتميل نفسك للمعصية و تثور بك الشهوة وتتمنى الخوض في تلك المعصية ..
ثم تهدأ شهوتك و تفيق من غفلتك ..
فترى نفسك أبشع وأقبح ما يكون ..
و أحياناً تجد نفسك محبة للخير .. مسرعة للطاعة .. خائفة وجلة ..
فترى نفسك أصفى وأنقى ما تكون ..
قد تثور أحياناً غضباً لسبب ما .. فلا تجد في نفسك إلا القسوة ..
فهل عرفت نفسك ؟؟؟ وأي شخص أنت ؟؟؟
هل أنت الشخص المحب الطاهر الساعي للخير المتفائل ؟؟؟
أم أنت ذلك الشخص المنتقم الشهواني الحاقد ؟؟؟
إن نفسك عالم مجهول ..
بحر عميق .. قد خبأ في باطنه الكثير من الأسرار ..
بحر ليس له قرار .. كل لحظة هو في شأن ..
و نفسك ليست شخص واحد .. بل هي الكثير الكثير من الأشخاص ..
وفي كل لحظة يولد شخص فيك ويموت آخر ..
فتجد نفسك مرة شخص يحب ومرة يكره ..
مرة متفائل ومرة متشائم .. مرة ملك ومرة شيطان ..
فحاول أن تسعى بنفسك للسمو ..
اجعل منها نفساً طيبة محسنة محبة للخير دوماً .. لا نفس مريضة قاسية ..
داوها واطلب علاجها ولن تجد لها طبيب إلا الله ولا دواء إلا محبة الله وطاعته ..
اصعد بها إلى قمة الجبل ولا تتركها في القاع ..
ولن تصعد بها إلا إذا هذبتها ولن تًهذب إلا بالقرآن الكريم والسنة ..