العمالة العربية وسوق النخاسة

رايت هذه المقاله في احدى المواقع كتبها د.محمد رحال
وحببت ان ارى ردودكم ومشاركتكم في الحوار

في احدى جولات العمل والاطلاع حول العالم , وفي الخليج العربي , ودبي تحديدا ..دعيت الى جلسة عمل وسهر حضرها عدد من رجال الاعمال في دبي ,
ومن الجلسة كلها استوقفني سؤآل مازال يدور في ذهني حتى اليوم فقد كانت تلك الجلسة منذ اكثر من ست سنوات مضت .. وكان سؤالي لاحد رجال الاعمال عن افضل الدول العربية في تصدير اليد العاملة الخبيرة للعمل في اسواق العمل الخليجية , وكان الجواب الذي ادهشني يومئذ عن تلك الخبرات بقوله ان هناك تصنيفات معروفة في الخليج عامة تخص الدول العربية مع ان فيها الكثير من الاستثناآت , والعام في ذلك ان اليد العاملة العربية تنقصها الخبرة وخاصة تلك الخبرة التي تعتمد على الحداثة والعصرية في التعامل مع الاشياء العصرية , ومع ذلك فان اليد العاملة اللبنانية تأتي في الدرجة الاولى عربيا , ثم يتبعها الاردنية .. ثم الفلسطينية .. ثم السورية ... ثم السودانية ... ثم المغاربية وهي نادرة .. ثم المصرية .. ثم اليمنية ... ثم العراقية وهي الارخص في مجال القيمة المتعارف عليها سوقيا في مجال العمالة , واضاف محدثي وهو من كبار رجال الاعمال في دبي ... لايخل الامر من الاستثناآت فقد يكون هناك خبرة عراقية في غاية التميز والابداع , وهناك في مصر خبرات هائلة استفادة من الاحتكاك بالغرب , ولكن المقياس السوقي العام هو كذلك .
هذا المقياس دفعني ولدى انتهاء زيارتي لدبي حينها , دفعني الى معرفة الاسباب التي تجعل من اليد العاملة العربية رخيصة وغير مقبولة وذلك بسبب انعدام الخبرة او تفاوتها بشكل عام وظاهر وملموس , وبالطبع لم يكن البحث يحتاج الى كبير عناء او شديد بحث عن هذه الاسباب وهي اسباب في الغالب ناتجة عن تاخر هذه الدول عن انتهاج الطرق السليمة في تطوير وتثقيف اليد العاملة والدفاع عنها في السوق العربية والعالمية .
وقد اعتادت الدول الغربية على ايجاد دورات دائمة ومفتوحة لكل راغب من اجل دراسة وتطوير الكثير من المهن والحرف , واضعة في تلك المعاهد احدث ماوصل اليه العلم وادواته ومعداته العصرية لتتواكب المعرفة العصرية والعملية لليد العاملة مع تطورات ومنتجات اللحظة والمستقبل , وهذا الامر اوجد مايسمى في الغرب باليد العاملة المتخصصة والتي يهمها تماما ان تتطور اليد العاملة والتي تحصل على اجور تتناسب والقوة العضلية والذهنية التي يبذلها صاحب هذه اليد , وهو ماتفتقده في الغالب اليد العاملة العربية , وهذا ليس ابدا خطأ اليد العاملة العربية والتي تبحث جاهدة عن مورد للرزق بعد ان عجزت الانظمة العربية والمتهالكة على كراسي الحكم من تامين الموارد المالية الكافية ليس من اجل رفاه شعوبها , بل من اجل سد رمق العيش في ظل اجواء اعلامية تقودها الدول العربية تدعو المواطن فيها الى برامج تلفزيونية عن انواع من الطبخ والموضة يعجز عنها ورثة الملياردير الشهير اوناسيس , وهذه الاجواء الاعلامية العربية والتي تعرض هذه البرامج الترفيهية والموجهة الى امة سرقها الحكام , وتآمرت عليها الامم هي برامج هدفها تدمير الاسرة العربية من اجل ترك رب الاسرة والذي يفتقد الى العمل الحرفي يجول الدنيا بحثا عن لقمة الخبز تاركا زوجته وابنائه وديعة عند الحاكم العربي ووسائل اعلامة التي تترصد مابقي من قيم العائلة لتهدم هذه القيم وتوئدها على يد عاهرات متخصصات بالافساد باسم الموضة او على يد مجموعة متخصصة في القوادة العربية وتحت مسمى الفن .
وترك الحكومات اليد العاملة بدون معاهد علمية حرفية تتماشى مع تطورات العصر هو نوع من اشد انواع الاجرام الحكومي المتتابع والمتوالي , واذا كانت هذه الحكومات عاجزة عن ايجاد مجرد معاهد تستوعب التعليم الحرفي فلا ادري ماهو مبررات استبدادها بالحكم وهم الذين ادعوا التطور والتقدم , ولماذا لاتكون هناك معاهد علمية حرفية متطورة على مستوى جامعة الدول العربية تمدها الدول الغنية التي استثمرت في كل شيء ماعدا الانسان العربي والتي امتدت استثماراتها شرقا وغربا وشمالا وجنوبا واستثمرت حتى في دور القمار وصالات السينما, وذلك من اجل تطوير اليد العاملة العربية وعلى مستوى واحد من اجل دفن ذلك التفاوت في تقييم القيمة السوقية لليد العاملة , مع ضمان احترام اليد العاملة ضمن قواعد تضعها قوانين العدل الربانية والتي داس عليها ارباب المال وتجار الرقيق واستبداد السلطة .
ولست ادري ابدا لماذا تتاخر هذه الحكومات في هذه الاجراآت وهي حكومات تقر بانها متخلفة في التعليم العادي والجامعي والمهني , ومتاخرة في الصناعة والزراعة والتجارة , ويبدو ان التطور الوحيد الذي تشهده بلدان البط العربي السعيد هو مجال الكذب , ويكفي ان نستمع الى اي مسؤول عربي ليشبعنا كذبا ويحول لنا البحر الى مزارع والصخر الى حلاوة .. ويا.... حلاوة

مشكوره نور على الموضوع الهام

روان
مشكوره عالمرور

» نتائج متباينة للفرق العربية في كأس الاتحاد الآسيوي

*العمالة العربية وسوق النخاسة*

العمالة العربية وسوق النخاسة