جرت العادة على أن الزواج, سكن ومودة, اقتسام لأحزان وأفراح الزوجين بإنصاف بينهما, تخطيط ووضع مسار طريق طويل دون أن يخفيا شيئا عن بعضهما البعض. إلا أن الظاهر يظهر عكس ماتخفيه السرائر.
زوجي هو السبب في تغيير منهجيتي :
ماجدة كريم موظفة أم لطفلين لا تتجاوز الأربعين سنة تؤكد على أن ( أي حياة زوجية ناجحة بين رجل وإمرأة يجب أن تنبني على انعدام الأسرار بينهما وتقول هذا هو المنهج الذي سلكته سابقا, لكن فيما بعد لاحظت بأن زوجي يخفي عني أمور كثيرة تتعلق بأسرته وبعلاقته معهم. ومساعداتهم المادية لهم. لأنه يرى بأن الأشياء التي ستسبب المشاكل الأفضل أن لايخبرني بها. فأصبحت أنهج نفس أسلوبه. في علاقتي بأسرتي ومشاكلهم, لكن هذا يؤثر على الحياة الموحدة بين الزوجين. فالرجل والمرأة يجب ألاتكون بينهما أسرار. وهذا هو الأصل لأنهما جسم واحد يتشاركان كل شيء, أما الماضي فإذا كان الرجل شديد الغيرة فمن الأفضل أن لاتتحدث المرأة عن الأشياء التي قد تؤثر على علاقتهما حتى ولو سألها ) .
وتقول الشعيبية: ( أنا موظفة و بيني وبين زوجي ثقة تامة يعطيني دخله باستثاء مصاريفه الخاصة وهذا يعني أنني سأكمل مانحتاج إليه, لكن هناك أشياء أحب أن أقوم بها دون أن يعلمها زوجي. فلو كانت أمي على قيد الحياة لخبأت عندها أموالي خاصة إرثي من أبي, لكن هناك أشياء أعملها خفية وعندما يعلم بها أقدم له مبررا ما, لدي صديقتي تساعد والدتها في الخفاء. وهو أيضا يقوم بنفس الشئ, فمن الملاحظ أن الرجل مثل الزمن اليوم معك وغدا عليك.
أما الماضي فالزوج لا يقبل معرفة الماضي بالرغم من أنه يسأل الناس قبل الزواج. وقد سألني زوجي قبل زواجنا عن الماضي فأجبته بأنني مثل باقي البنات لدي ماضي لكنه ماضي مشرف. فالرجال يعلمون علم اليقين – حسب تصورهم أنه لاتوجد امرأة بدون ماضي بل يشتد بهم الأمر إلى حد الشك في المتزوجات أيضا بحجة ما يرون على أرض الواقع ) .
يخبرني ولن أخبره:
بينما تقول حكيمة أستاذة غير متزوجة توشك على 30 سنة ( لا أظن أنني سأستطيع أن أخبر زوجي – إنشاء الله – بكل صغيرة وكبيرة. لأن هناك بعض الأشياء – إذا علم الزوج بها فستكون النتيجة المشاجرات. وسيمنعني حتى من الخروج أو من العمل لأن الغيرة تتحول إلى شك إذا تعلق الأمر مثلا بالمعاكسات وتضيف الأستاذة حكيمة. كما يجب ألا أخبره بما يقوله الآخرون لي – حثى لو سألني – مثلا عن تحريض أمي أو أختي في حالة حدوث خلافات بيننا لأن مثل هذه الأشياء ستؤثر على علاقته بهم. أما المشاكل العائلية البسيطة التي يمكن أن أخبر بها زوجي فلا بأس.
كما ترى بأن أي إنسان يملك ماضي لكن هناك ما يسمى بماضي رمادي أو أسود وهو يكون عبارة عن أخطاء يرتكبها الإنسان في لحظة ضعف أو عدم النضج- وتستطرد في الحديث- عندما أخفي على الزوج الماضي لايعني أنني لم أخطئ ولكن سأخبره بالأخطاء البسيطة التي لايمكن أن تؤدي إلى تشاجر بيننا لأن أي شئ له حدود- أقاطعها هذا فيها يخص المسائل العاطفية وماذا عن المسائل المادية- تجيب وبكل ثقة بالنفس-( بالنسبة للأمور المادية. فلن أخفي عنه شيئا سواء في الماضي أو الحاضرٍ خاصة المشاريع التي أفكر فيها لأن إضافة رأي إلى رأي سيؤدي إلى التكامل حتما وتلخص كلامها أنا لا أتفق مع الفتاة التي تخبر زوجها بكل شىء ) .
أنانية بطبعي
فيما تتمنى طالبة جامعية قائلة << أتمنى أن يخبرني زوجي بأسراره كلها سواء في العمل أو الشارع أوالماضي أوالحاضر أعترف بأن هذه أنانية مني لكن أريد أن أعرف عنه كل شىء حتى جو المرح الذي يعيشه مع أصدقائه, أما أنا فلن يعرف عني إلا ما أريده أن يعلمه ) .
إلا أن هذا لم يكن موقف الجنس الآخر الذي يصر على معرفة كل ما يتعلق بمن ستشاركه حياته. حيث يؤكد (م) طالب مجاز يفوق سن 30 سنة على أن سر نجاح العلاقة بين الزوجين يكمن في قدرة كل الطرفين على تحقيق أعلىٍ درجة من الوضوح وبقدرما يكون هذا الوضوح بقدرما يفهم كل واحد الآخر ومن ثم يمكن الحديث عن توطد هذه العلاقة. والعكس أيضا صحيح فبقدرما يخيم جو الغموض يسود العلاقة ٍنوع من التوجس والإرتياب من كل طرف تجاه الآخر ولاينبغي التضخيم – مما يسمى بالأمور الخاصة والأسرار الشخصية لأنها في يوم من الأيام تصبح مكشوفة والزمن كشاف وقد يؤدي انكشافها الإتيان على البنيان فيهدمه بكاملة.. لذا أحب الصراحة والتلقائية والعلاقة الواضحة وأن يقول الإنسان الحق مهما كان مرا ويدافع عن وجهة نظره بالمنطق السليم.
من قلب التجارب
لكن على العكس من ذلك تتحدث صاحبة التجربة الطويلة في العش الأسري السيدة عائشة والتي تحكي عن وصايا أجيال سابقة وتؤكد على ضرورة امتلاك المرأة سرها لأن تجارب السابقين أثبتت أن تقلبات الزوج على زوجته واردة حثى ولو أنجبت له 13 فردا.
وتعيد ( أنصح الفتيات بكتمان أسرارهن سواء المادية أو العاطفية ) .
وفي الغالب فإن المرأة التي يتزوج زوجها بأخرى يتكون لديها نوع من عدم الإحساسها بالأمان. فتخفي عن زوجها الشئ الكثيربل كل ما من شأنه ضمان مستقبلها.
على عكس ما قيل :
على عكس آراء الرجال الذين يؤكدون على ضرورة معرفة كل ما يتعلق بشريكة الحياة وجدنا رأيا مخالفا: يقول شاب متزوج أب لطفل( أنا عكس أن تخبر المرأة زوجها بكل ما لديها, بل يجب أن تكون لها شخصيتها وأسرارها الخاصة كما للرجل أسراره الخاصة, وفيما يخص الماضي فبما أنه لا يخدم الحياة فليس من الضروري معرفته, لكونه يتعلق بجاهلية أحد الطرفين, وكما أن الإسلام يجبّ ما قبله فالزواج أيضا يجبّ ما قبله ).
ومع كل ما قيل يبقى لكل إنسان طريقة خاصة في تدبير أموره الأسرية, منفردا أو بمشاركة نصفه الآخر معلنا أمره أو محيطا إياه بسرية تتفاوت بتفاوة إرتفاع أو انخفاض الحس الأمني لدى الشخص, دون أن ننسى تأثير الوسط الأسري و ما يتركه في الفرد من انطباعات وسلوكات.
عاشق الروح