ندى الزهور عضو فعال
عدد الرسائل : 75 العمر : 41 عارضة الطاقة : تاريخ التسجيل : 18/09/2009
| موضوع: افتخرى بكونك امراه ناقصة عقل ودين الإثنين سبتمبر 21, 2009 5:41 pm | |
| بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبي الرحمة والهدى ، الذى بعثه الله لنا نورا وأنزل عليه نورا اما بعد موضوعي معكم أخواتى الكريمات هو موضوع قد يرى فيه الكثير من النساء والفتيات أنه وصمة عار فى جبين كل امرأة ، وكل امرأة مسلمة بوجه خاص ، خاصة وأن عبارة ( ناقصات عقل ودين صدرت عن نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم ) فقد يصل الحال بهؤلاء النسوة إلى نكران ورفض مثل هذا الحديث ، ومنهن من يحاولن الهروب منه ، ومنهن من تحاول أن تجد له تأويلا ينفى تلك الصورة السلبية التي تبدو من ظاهر الحديث ، وبل وقد يراه بعض من المسلمين رجالا ونساءا أحد أهم الشبهات التي لا يمكن الرد عليها أمام أعداء الإسلام .. فماذا يقول والنص صريح وصحيح ، بل قد وصل الحال بنساء أن يقلدن الرجال فى أفعالهن وطريقة كلامهم وحركاتهم وملابسهم، ومحاولة التشبه الشديد بالرجال حتى لا يوصفن بالنقص العقلاني بشكل خاص ، فنقصان العقل عندهن أهم من أمر نقصان الدين ، لذا سعيها لإثبات أنها ليست ناقصة للعقلانية أكثر من اهتمامها بالتدين ، الذي يجب أن تزيد فيه حتى يسد ثغرة نقصها فيه .
هذه حقا أمورا وأحوالا محزنة تصدر من مسلمات ، لكن صدرت عن جهل عميق بكنه الإسلام وحقيقة دينها العظيم ، فهي تريد دين يرضى هواها ليس أكثر .. تريد دينا سهل المنال لا يكلفها أي تعب في معرفته والبحث في نفائسه ، ودعت نفسها للتكاسل عن البحث والفهم الصحيح لذلك الدين العظيم ، تركت نفسها أسيرة هواها ، وهوى أعداء الإسلام .
أخواتى أقولها لكم ثانية وثالثة ورابعة ( إفخرى أختاه أنك ناقصة عقل ودين ) .. سيدور بالرؤوس الآن لماذا وكيف نفخر بهذا الأمر السلبي . سأجيب عليكن أخواتي الكريمات وأسأل الله أن يوفقني لذلك .
أولا : لابد وأن نعلم أن الإسلام ليس كأي عقيدة أو دين ، الإسلام دين الله الحق والذي لا يقبل دين غيره قال الله تعالى ((( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ))[آل عمران:19] (( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ))[آل عمران:85].
الإسلام أخيتي دين التميز فى كل شيء ، تميز وليس المخالفة ، وليس من مبادئ الإسلام ( خالف تعرف ) بل دين التميز بمعنى كلمة تميز ، فالإسلام يريد لأتباعه التميز في كل شيء ، تميز وليس مخالفة لمجرد المخالفة بل هى مخالفة متميزة بأنه مخالفة للباطل فحسب فهناك فرق ،فهو تميز عن حق وبكل حق تميز في الشكل والمضمون ، تميز بالدليل والحجة ، فكوني على يقين بداية بأنك تتبعين دين الحق ، الدين الذي يرضاه الله ، دين منهج حياة لمن أرد أن يحيا بخير وعلى خير ، دين من آراد الفوز بالدنيا والآخرة معا ، دين هدفه الأساسي هو جلب الخير لعباد الله .. هذه مسلمات أولية وبديهيات يجب أن ترسخ رسوخ الجبال في القلوب والعقول أخيتى ، فهذه المسلمات كافية لك بأن ترد عنك أى وساس شيطاني أو إنسي ، ولو أردت أخيتى أن أسرد لك كيف الإسلام دين التميز الحق لسطرت والله صفحات وصفحات إن لم تكن كتبا ، فهو بحر زاخر بخيرات لا تعد ولا تحصى ولا تنضب أبدا وهو باق إلى يوم القيامة إن شاء الله .. ومن تميز الإسلام فى شأن المرأة أن جعلها إنسان واضح المعالم وليس مهمش ، إنسان له كيانه المستقل وليس معدوم الهوية ، إنسان له حقوق (حق المرأة على الزوج أن يطعمها إذا طعم و يكسوها إذا اكتسى و لا يضرب الوجه و لا يقبح و لا يهجر إلا في البيت)، وليس عليه واجبات فقط (كل نفس من بني آدم سيد فالرجل سيد أهله و المرأة سيدة بيتها)، جعل المرأة الشريك الأساسي للرجل في إعمار الأرض ، ساوى بينهما أمام الله فالأوامر والنواهى هى للجنسين معا ، وليست لجنس دون الأخر أقل منه شأنا ،الإسلام ميز المرأة المسلمة فى علاقاتها مع ربها ، وفي علاقاتها مع بنات جنسها ، ومميزة عن أى امرأة تحيا على تلك الأرض ،كل من يراها يعرف أنها مسلمة ، ومن تميز الإسلام ، ذلك الدين السباق دوما فى اخباراته ومعلوماته بأن أخبر الناس بأن المرأة كائن رقيق عطوف ، وهذا كان على لسان نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم ( رفقا بالقوارير ) شبه المرأة بالزجاج الرقيق ، وقوله صلى الله عليه وسلم (استوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقت من ضلع و إن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته و إن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا) أى ترفقوا بهن (من أولى الناس بصحابتى قال : أمك وكررها ثلاثا ) كل هذا تميز للمرأة فى الإسلام ، ومن تميز المرأة أنها تختلف عن الرجل ، واخبرنا نبينا بأن المرأة ينقصها العقل نقصان إيجاب وليس نقصان السلب فهي المكمل للرجل ، وناقصة دين ليس لكونها عاصية ، وهذا القول له تداعيات ينبغي أن توضع فى الحسبان ، وهى وجوب التعامل مع المرأة معاملة تختلف عن معاملة الرجال ، معاملة تتناسب وطبيعتها التي خلقت عليها ... أرأيت أختي كيف الإسلام دين التميز .
- ثم هل يمكن الظن فى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما قاله من باب السخرية أو الازدراء للمرأة ؟ أو من باب العنصرية الجنسية ؟ لا وألف لا فقد بعثه الله رحمة للعالمين ، وهو الذى قالت فيه أمنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها (كان قرآنا يمشي على الأرض ) ومن آيات القرآن قوله تعالى ( ولا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ...) فكيف يسخر النبي صلى الله عليه وسلم من النساء ؟ فهذا لا يجوز ولا يليق به صلى الله عليه وسلم ومن يقول بهذا الظن الفاسد فقد كفر لأنه بذلك ظن ظنا ليس فى محله فى نبي الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى ، فما قاله كان من وحي الله له ، فهو إخبار للناس بطبيعة المرأة التى يجب أن تراعى .
ثانيا: إعلمي أختي الكريمة أن كل نقص ليس عيبا ، وليس كل نقص سلبا ، بل قد يكون ميزة وإيجابا ، هرمون الذكورة في المرأة أقل من هرمون الأنوثة .. عيبا أم ميزة ؟ سلبا أم إيجابا ؟ نقص الكمال في أى شيء مخلوق .. عيب أم ميزة ؟ سلبا أم إيجابا ؟ انتقاص المال بالزكوات والصدقات .. هل نقص حقيقي أم ماذا ؟ هل هو سلبيا أم ايجابيا ؟ كل منا فيه نقص هل مجمله – أقصد به الإنسانية عامة – عيبا أم ميزة ؟ سلبيا أم إيجابيا ؟
بل قد يكون النقص فى أمور أنفع من الزيادة فيها والحياة التي نعيشها فيها أمثله نراها بأعيننا كل يوم .
وهكذا الحال في حال نقصان المرأة للعقل والدين ، فنقصان العقل يقابله زيادة فى العاطفة التي هى ناقصة عند الرجل .. نعم العقل هو مناط الحكمة والتريس والإدارة، ولكن هناك مواقف كثيرة جدا فى حياتنا تحتاج لعاطفة حتى يتنسى الحكم فيها بعقلانية أكثر ، أو يحكم فيها بأحسن الأحكام ، فلو كان العقل فقط مناط الحق ، لما أخطأ الرجال أبدا ، ولما أصابت النساء مطلقا ، وهذا أمر لا يتفق مع الواقع ، ولا يرى فى خلقة الله .
فنقص المرأة للعقلانية وزيادة العاطفة عندها ، هو نقصان وزيادة للتكامل مع نقصان العاطفة عند الرجل ، وزيادة العقلنه عنده ، فهذا يجبر ذاك وهذا يكمل ذاك .
والله لم يخلق الدنيا كلها لتقوم على العقل ، وإلا لماذا خلق فينا العواطف والأحاسيس ، لطالما العقل أفضل منها ، بل الأمر على العكس ، قد خلق فى الدنيا ما يناسب العقل ، وما يناسب العاطفة ، وكما قال المعصوم عليه الصلاة والسلام ( كل ميسر لما خلق له ) فالعاطفة الكبيرة بداخل المرأة تتناسب تماما ودور المرأة فى تلك الدنيا ، الدور الذي خلقت لأجله والذي ينبغي أن تقوم به دون الرجال ، فكان يبنغي لها أن تتسم بعاطفة أكبر .
فكيف تكون المرأة إنسانا رقيقا بدون عاطفة ؟ كيف تكون المرأة أنثى بحق بدون عاطفة ؟ كيف تكون المرأة أما بدون عاطفة ؟ كيف تكون المرأة مربية أجيال بدون عاطفة ؟ كيف تكون المرأة سكن الرجل بعد عناءه وشقاءه ؟ كيف تكون المرأة جميلة بدون عاطفة ؟
أسئلتى تلك تروا إجابتها حقا عندما تنظرون لفتاة أو امرأة تحاول تقليد الرجال والتشبه بهم فى جل أمرها ، تجدونها ذكر فى جسد إمرأة ، لا يستساغ قبولها عن الناس ، فهى ليست أنثى بمعنى الكلمة ، ولا هى رجلا .
فنقصان العقل عند المرأة يطلبه الرجل ويعجب به ، بل هو من أهم ما يجذب الرجال للنساء ، فإذا كانت المرأة بطبعها تعجب بالشخصية القوية فى الرجال ، وسداد الرأى ، وبحكمته فى إدارة الأمور ، فالرجل يعجب بعاطفة النساء التي تبدو عليهن فى كل شىء ، فى الملبس والهيئة والكلام والصمت والمشية والحركة ، وفى انفعالتها الرقيقة فى المواقف الصعبة .
الرجل يرى فى عاطفة المرأة بلسما يهدأ به حرقة الأيام ومعاناة الحياة ، تخيلى أخيتى لو كانت المرأة والرجل على مستوى عقلى واحد فماذا سيكون الحال ؟ أكيد صعب ،فالأقطاب المتشابهة متنافرة ، والأقطاب المختلفة متجاذبه ونتيجة لاختلاف التكوين بينهم أدى إلى اختلاف الرؤى فمنظور المرأة للأمور غير الرجل فى أغلب الأحوال ، وهذا والله لقد شاهدته فى جل الموضوعات التى اطلعت عليها هنا ، كنت بكل صدق أرى فى كتابات الأخوات هنا رائحة العاطفة والأنوثة ، رؤية مختلفة عن رؤيتى كرجل ، وهذا والله أزادنى إيمان بقوله تعالى ( وليس الذكر كالأنثى) ، فكوني على يقين تام بأنه الله خلق فيك ما فيه كل الخير لك وما يناسب دورك فى تلك الحياة ، ولو علم أن الخير في غير ذلك لخلقك بما يجلب لك الخير ( وما ربك بظلام للعبيد ) فهو أحكم الحاكمين ،و كل شئ عنده بمقدار .
ثالثا : نقصان الدين ، والذي بين النبي صلى الله عليه وسلم أسبابه ، والتي يعلهما أغلبكن ، من أنها أسباب ليست بيد المرأة فقد خلقت فيها ، من دورة شهرية تنقطع فيها عن الصلاة والصوم فهذا يعد نقصان مقارنة برجل يصلى الشهر كاملا ويصوم الشهر كاملا .. وهذا نقص لا دخل للمرأة فيه ، وفيه رحمة بالمرأة ورأفة بها ، ومعلوم مدى استفادة المرأة بنزول دم الحيض ، وينقص الدين فى فترات النفاس ، وهو أيضا لا دخل للمرأة فيه ، ولكنها فترة تنقطع المرأة فيها عن الصلاة الصوم وبعد الأمور التعبدية ، ولكنها فترة لابد منها بعد الوضع .، ولتعلمي أختى الكريمة أن عبارة ( ناقصة دين ) ليس معناها البتة الاقتراب من من حد الكفر – نعوذبالله من ذلك – ولكن يقصد بها قلة العبادات والأعمال التعبدية التي على المسلم القيام بها دوما ، فهو نقصان عملي لا نقصان عقدي قلبي ،وهذا النقصان هو ما يمكن تعويضه إن شاء الله بزيادة تلك الأعمال التعبدية فى الأيام الأخرى بزيادة النوافل وما سبق ذكره ، وهذا النقصان لا يمت بصلة إلى نقصان فى العقيدة التي قد يشوبها بعض الشبهات أو البدع أو الاعتقادات الخاطئة ، أو بعض الشركيات وما إلى ذلك .
بل هناك من النساء رغم كونها امرأة وينطبق عليها قول النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنها أكثر إيمانا وطاعة لله عز وجل من رجال كثيرون ، فهذا النقص الطارئ والمقدر عليها لم يكن عائقا أو سببا فى نفي الإيمان عنها أو سببا ليمنعها عن التفوق على بعض الرجال فى الإيمان نفسه والتعبد لله .
بل نرى رجال كثيرون رغم كونهم أكثر تعقلا ومن المفترض أن التدين العملي أكثر إلا أننا نراهم بعيدين جدا عن الدين وعن التدين وحسن الخلق ، فيكن أكثر نقصا من المرأة التي هى ناقصة عقل ودين لأنه يمتلك أسباب التدين والتقى أكثر منها إلا أنه لم يصل حتى لمستوى تدينها ، بل سبقته أيضا .
رابعا : نقصان العقل إذن عند المرأة هو ميزة نراها نحن الرجال فيها وليس عيبا بمعنى العيب ، فالمرأة بعاطفتها تكمل نقص الرجل في عاطفته ، ونظرا لكون الرجل جعل له القوامة على المرأة فكان ولا بد وأن تزاد عنده العقلانية لا العاطفة ( كل ميسر لما خلق ) فالله خلقه لأمر فلابد وأن يخلق فيه ما يعينه على ذلك الأمر ، إن الله لا يقدر قدرا إلا ويعلم بأن المقدور له قادرا عليه ، فكيف يقدر الله للرجل القوامة ولا يقوى عقله ويقلل عاطفته ؟ ومن المفترض أن الرجل هو الراعي الأول على هذه الحياة ثم تليه رعاية المرأة ، فرغم كون المرأة راعية إلا أنها تقع تحت رعاية الرجل فى الأساس فهذه الرعاية تتطلب مواصفات معينة حتى يتسنى لصاحبها أن يقوم بها فحلق الله الرجل بمواصفات تناسب دوره المناط به فى تلك الحياة ، فالله حكيم يضع الأمور في نصابها ، وينزل الأمور منازلها ، لا نقص فيها ولا عوج ولا زياده .
ونقصان الدين هذا قد أفاء الله على المرأة المسلمة بأمور بسيطة وسهلة تعوض ذلك النقص الذي لا إرادة لها فيه ، مثل حسن التبعل للزوج ، صلاة النوافل ، صيام النوافل ، الصدقات ، فعل الخيرات بجميع أشكالها ، بل جعل الله ثواب حسن تبعل المرأة لزوجها كثواب المجاهد فى سبيل الله والصلاة فى المساجد
(إذا صلت المرأة خمسها و صامت شهرها و حفظت فرجها و أطاعت زوجها دخلت الجنة) حديث صحيح
وأخيرا : أقول لكِ أختى إفرحي من كل قلبك بأنك ناقصة ، ففي نقصك كمال أنوثتك ،و في نقصك نقصا عن الذكورةِ ، وفي نقصك كمال عاطفتكِ ، وفي نقصك كمال صورة المرأة الحقيقيةِ ، إفرحي برحمة الله لكِ بأن جعل في حياتك أيام معدودات نعم ينقص فيها دينك أو تدينك لكن فيها رحمة من الله بك ، ورزقك الله فى غيرها الثواب الأعظمي .
أتمنى أن أكون قد وفقت فى توضيح ما أردت توضيحة حول تلك الشبهة الزائفة .. فإذا كان من توفيق فمن الله ، وإذا كان من نقص وسهو ونسيان وخطأ فمن نفسي ومن الشيطان .. أسألكم الدعاء لي بظهر الغيب
| |
|
روان مشرفة عالم حواء
عدد الرسائل : 3614 العمر : 38 المزاج : الحب فى الله عارضة الطاقة : تاريخ التسجيل : 11/04/2009
| |